الاثنين، 3 ديسمبر 2012

4} نبذة عن الحكيم عبد القادر الجيلاني رحمه الله:



هو الشيخ الإمام الزاهد العارف بالله القدوة شيخ الإسلام محيي الدين والسنة ومميت البدعة : أبو محمد عبد القادر  الجيلاني بن أبي صالح بن عبد الله بن جنكي دوست  بن يحيى بن محمد بن داوود بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
الجيلي الشافعي الحنبلي شيخ بغداد..وأمه أم الخير فاطمة بنت الشيخ الصومعي الحسيني الزاهد.
فهو حسني الأب حسيني الأم . ولد بجيلان سنة 471  الموافق1078م ثم انتقل لبغداد سنة 488هـ
واستوطنها حتى الممات رحمه الله..
وقد كان رحمه الله نحيف البدن مربوع القامة ،عريض الصدر ،عريض اللحية طويلها، أسمر اللون، مقرون الحاجبين ،جهوري الصوت ، بهي السمت ،علي القدر، وافر العلم ،لا يخاف في الله لائم   .... .. لكن كثيرون أولئك الذين إذا ما حدثتهم عن ولي من حكماء التصوف ..صموا آذانهم وأعموا عيونهم عن كل آداب البحث عن الحق والحقيقة..وأجابوا : القرآن بين أيدينا والحديث مصنف  ولا داعي لأية وساطة بين المسلم والنصوص المقدسة " ولهؤلاء أجيب :"بأي فهم؟"
فالفهم يتنوع ويختلف بل وذو مستويات :فما يفهمه العالم أرقى مما يتعلمه المتعلم. وفهم الحكماء أرقى من تفاسير العلماء ..والرسول "ص" أمرنا أن نبحث ونتعلم من أي كان "خذ العلم ولو من أفواه السفهاء" فكيف بشيوخ التربية وحكماء الأمة ؟ والذين جمعوا بين النسب الشبحي لنسبتهم لآل البيت الكرام. والنسب الروحى لإراتهم وجه الله جملة وتفصيلا.
ولهذا فإن التقديم للحكمة الصوفية يعد من أنجع السبل لشرح مقامات الإحسان في الدين..وحين أقدم شيخنا الجليل فلنضج فهمه البين من خلال كل حكمه وسلوكاته . وإشاراته البينة التي قل المحدثون بها في عصرنا واختفى الملهمون الدين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن كان في أمتي محدثون فأنت منهم يا عمر"  وقد كان عمر رضي الله عنه محدثا ملهما مند عهد البعثة حتى أن بعض مواقفه أكدتها آيات صريحة من القرآن الكريم..وكما شهد القرآن لعمر فقد شهد العالم الإسلامي كله بحكمة هذا الشيخ، كما أكد ذلك أبو الحسن علي الندوي في كتابه:"ربانية لارهبانية"ص 41:"هنالك نهض ببغداد رجل قوي الشخصية قوي العلم قوي الدعوة قوي التأثير: فجدد دعوة الإيمان والإسلام الحقيقي والعبودية الخالصة وأخلاق المومنين المخلصين ..وحارب النفاق الذي انتشر في المجتمع الإسلامي بقوة منقطعة النظير في تاريخ الإصلاح والتجديد " بل ولا أحد من المنصفين ينكر أنه كان من مجددي زمانه كما قال رسول الله ص:" إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها".. فأمربالدعوة وتهديب النفوس ..وكان لأتباعه في القرون التي تلته فضل كبير على الأمة.. وتعد سيرة الجيلاني من أروع السير حتى أنه ليس من الأولياء من وثقت كراماته بكل تواثر كما حظيت سيرته.. حتى أنه استـحق بامتياز لقب "شيخ الأولياء" وفعلا إن كان الفضل للإمام الغزالي في التنظير فإن الدعوة العميقة للتصوف السلفي كان له الباع الطويل في تعميقها في كل العالم الإسلامي، حتى أن الزوايا القادرية تكاد تكون لها في كل زاوية صوفية لبنة ..فقد قاد رحمه الله قومة إصلاحية شاملة داعيا إلى المعاني السامية لإحسان الإسلام مع التشبت المتين بظاهر السنة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، إذا لم نقل بأن للشيخ مذهبا كاملا كما تبرز ذلك كتاباته حتى في الفقهيات ودقائقها . ولاغرابة في أن يلاقي أتباعه كل التوفيق بعده كما أكد ذلك الندوي في نفس المرجع ص45:"وقد كان لخلفائه وتلامدته ولمن سار سيرتهم في المحافظة على روح الإسلام وشعلة الإيمان وحماس الدعوة والجهاد وقوة التمرد على الشهوات والسلطان ..ولولاهم لابتلعت الماديات هاته الأمة" بل ويزيد قائلا:" وقد كان لهؤلاء فضل كبير لنشر الإسلام في الأمصار البعيدة التي لم تغزها جيوش المسلمين" وكانت دعوتهم الأولى إلى سنة رسول الله ص كما أوصى الشيخ في كتاب الغنية ج2ص163: "الذي يجب على المبتدئ في هذه الطريق الإعتقاد الصحيح الذي هو الأساس .فيكون على عقيدة السلف الصالح أهل السنة القديمة سنة النبيين والمرسلين والصحابة والتابعين والأولياء والصديقين...فعليه التمسك بالكتاب والسنة والعمل بهما أمرا ونهيا أ صلا وفرعا"..مما يؤكد بأن الفهم الصحيح والكامل للصحابة إن كان هناك من يستـحقه بعد التابعين فهم تابعوهم بإحسان إلى يوم الدين من أ ولياء الأمة سلفا وخلفا ومريدوهم.. .والذين كانت الحكمة عنوان فهمهم :"ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق