وكل ما سلف يمكن تلخيصه عمليا في:
1ـــ الذكر
في خشوع ، فالذكر منشور الولاية : فوجب أن يكون لكل مسلم ورد يعينه على
استشعار معاني تدينه..والغوص في هذه المعاني والمواجيد هو السلوك القلبي
إلى رحاب المولى سبحانه..وما كل المقامات والأحوال الصوفية إلا تلونات لهذه
المعاني لحد الإستغراق في العبادة لكل من صدق حقا توجهه القلبي .
2
ـــ التفكر : وهو عبادة شريفة أمر الله بها سبحانه أولي الألباب من هذه
الأمة ..والغريب أن بعض المربين يامرون بإهمال العقل في التربية الروحية ؛
وهاته سابقة خطيرة، فما قام التصوف إلا على العقل وفقه القلوب ..ولا يمكن
أن تهطل الواردات والإشراقات أبدا على قلب جاهل : فالله لايعبد بجهل ،
والتصوف الذي يدعو لطمس العقل تصوف دخيل على الإسلام ..فما قام التصوف
الإسلامي إلا على الرسوخ في العلم ؛ ولا يمكن أن يكون هناك عرفان بعيدا عن
البيان والبرهان.
3ــ
الصحبة : فكما يقول المثل :"قل لي من تصاحب أقل لك :من أنت؟" فالمرء على
دين خليله ، والصديق يسرق صفات صديقه دون شعور ..لهذا فإن الصحبة تعد من
ركائز التربية الروحية , وخصوصا صحبة المربي العارف بالله الذي سبق أن سافر
لله ووصل .. فهذا تشد الرحال لسماع إلهامه والتربية على يديه ، فهو الخبير
بالسبيل الذي سيسلكه المريد، ودونه ربما أصاب المريد كثير من المصائب التي
لاينجو منها دون مربي ..وقد حث المتصوفة على هاته الصحبة ،إنطلاقا من قوله
تعالى :" وكونوا مع الصاقين " وقوله
تعالى" ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا"فصحبة الصادقين إذن أمر قرآني
تؤكده العديد من الأحاديث التي تحث على اختيار الرفيق والجليس والصاحب.
ولقد
غشت الزوايا الصو فية اليوم كثير من الرعونات التي لا ترضي شيوخها لو
كانوا على قيد الحياة..وذلك أن خلافة المشايخ دخلها ما دخل حتى أصبحت
المشيخة توريث لاكتساب الصدقات ،حتى أن العديد من الزوايا اليوم أصبحت
ميدان تبرك بالقبور فقط بل وميدانا لكل أنواع الشعودة.. ..والتصوف السـلفي في براءة منها..إذ كما قال الحلاج رحمه الله:
ليس التصوف حيلـة وتكــلــفـا
وتـقـشـفـا وتواجــدا بـصــيــاح
ليس التصوف كـذبة وبطــالـة
وجــهـالــة ودعــا يـة بـمـــــزاح
بل عـــفــة ومـــروء ة وفـــتـوة
وقـنـاعـــة وطــهــارة بــصــلاح
وتقـى وعلمـا واقـتداء والصـفا
ورضى وصــدقا والـوفا بسـمـاح
تاء التقى صاد الصفا واو الوفا
فاء الفـتوة فاغـتنم يـا صــاح.
فالتصوف إذن : إلتزام كامل بالإسلام، ويقين عميق في الإيمان ، واستشعار حضرة الله في كل الحركات والسكنات " وذلك هو الإحسان" .
فاللهم
اجعلنا ممن يقرأون القول فيحكمون جواهره، ولا تجعلنا ممن لا يشتاق لكنه
المعاني، ووفقنا برحمتك إلى ذوق كل ما أذقته أنبياءك وأوليائك :دنيا وبرزخا
وآخرة،
واللهم
حررنا من كل نعيم دون نعيم حبك وقربك ،واسلك بنا المعارج العليا في الحياة
قبل الممات، وحققنا بطمأنينة مصيرنا، واجعلنا ممن قلت فيهم:" أولئك غرست
كرامتهم بيدي".. فاغرس اللهم كرامة توحيدك في قلوبنا،ولذة محبتك في أرواحنا
:حتى لانسمع ولا نبصر ولا نتحرك ولا نسكن إلا بك يارحمان يارحيم: إنك على
المستحيل قدير.. واللهم اردد بأمتنا نحو رحاب أوليائك ولا ترفع بركات
تربيتهم وتطبيبهم لكل الإنسانية يا لطيف ،واغفر اللهم لكل عاص وتقبل من كل
طائع، وزهدنا في كل دنيء، يا نعم المولى ونعم النصير..وانصرنا اللهم على كل
أعدائنا وأعدائك ،واجمع شملنا وقو جمعنا وفرج كروبنا وانصر أمتنا بنصرتها
لديننا وقرآننا وشريعتك يا مالك الملك والملوك ويا مالك وملك ويا مليك يا مقتدر،
واللهم إني أحمدك بمحامد حبيبك محمد ص عند الشفاعات.
واللهم لك الحمد خالدا بخلودك حمدا لامنتهى له دون مشيئتك ومع كل طرفة عين وتنفس نفس واللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت يامن
بيده كل شيء ولا يخفى عليه شيء وليس كمثله شيء وهو الولي الحكيم يا سلام
يامومن يا مهيمن يا جبار يا متكبر سبحانك لك الصفات العلا والأسماء الحسني
يا لطيف يا خبير يا هو يا من لاهو إلا هو لاأنت إلا أنت سبحانك رب وإله كل
شيء ولك كل الخلق والأمر سبحانك من غني علي وصل اللهم على محمد الذي ملأت
قلبه من جلالك وعينه من جمالك فأصبح فرحا مؤيدا منصورا وعلى آله وصحبه كذلك آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق