الاثنين، 3 ديسمبر 2012

1: الإحسان:




إن الإحسان في كل عمل وبكل  بساطة هو أن تتقنه وتحسنه، ولذلك كان الإحسان في الدين يحتوي الهدف الأسمى من التدين الذي يعني الشعور بحضرة الله سبحانه وتعالى، ولهذا كان المحسن هو المسلم الكامل الذي أسلم نفسه قلبا وقالبا لله..ولهذا كان الحديث في هذا الموضوع ليس عاما وإنما اختص به غالبا حكماء الأمة الذين ذاقوا من أحوال ومقامات هاته الحضرة لحد العلمية:فسمي علم الإحسان هذا ب: "علم التصوف السني".
وكل دارس لهذا العلم لابد له من الإعتراف بأن فهمه لايستصيغ لعامة الناس ، ولهذا كان فهمه فهم الخاصة، والتوفيق فيه توفيق خاصة هاته الخاصة:من أولياء الأمة: حتى أمكن أن نقول بأن علم التصوف والإحسان هذا إنما هو علم الولاية الكبرى التي يقول عن أصحابها الله تعالى في الحديث القدسي:" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبد بأحب لي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإذا دعاني أجبته وإذا استعاذني لأعيذنه..."وهذا الحديث بما يحمل من خصوصيات كاف كتوكيد على شرف علم التصوف وخصوصيته:فأهله أهل حكم ومعاني وممارسة وآداب وزهد في كل دنيء..وهي أوصاف قلما نجدها في غير هذا المذهب.خصوصا أ نهم اختاروا من الألقاب أحسن ألقاب العبودية لله فسموا بالفقراء لله .. والمريدين وجهه كما جاء ذلك في قوله تعالى :"ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد" ووصية الله سبحانه وتعالى لحبيبه ص :" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه..." وكل دارس لعلمهم هذا لابد أن تثيره بعض الإشارات كـ:
ــ دوامهم لذكر الله
ــ تطويع وجدانهم لمحبته والشعور بقربه
ــ صدق أحوالهم
ــ ترتيبهم لأحوال ومقامات السلوك نحو الله وعوائقه.
ــ عمق فهمهم لمغازي التدين
ــ بلاغة حكمائهم وفلاسفتهم.
ــ كرامات أوليائهم
كما أنهم يركزون في تربيتهم على تصفية البواطن وتزكية النفوس وتطهير الأرواح ..وسموا تربيتهم هاته بالتربية الروحية التي ألفت فيها العديد من الكتب..والسنة الحقة عندهم هي ذوق أحوال الرسول ص بالصدق في السلوك  بسيرته، والتقرب من الله محبة لذاته، كما كان شعار حبيب الله المصطفى عليه السلام.
ولهذا كانت السنة عندهم هي الإقتداء بأقوال وأفعال وتقريرات وأحوال رسول الله صلوات ربنا عليه..لحد أن التاريخ الإسلامي يشهد بأحوالهم ونضج منطقهم وسمو مدارسهم ،كما تشهد كتبهم عن حكمة أوليائهم "ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا".
لكن هذا عن علم التصوف السني :لا تصوف المدعين والقبوريين ...:فقد صار اليوم إختلاف عظيم بين علم التصوف السني والممارسات التصوفية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق